منتدى مكتبة البلدية نعيمي عبد القادر
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى مكتبة البلدية نعيمي عبد القادر

هذا المنتدى هو فضاء حر للمناقشات بين منتسبي مكتبة البلدية نعيمي عبد القادر - سيدي بلعباس
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 فضائل شهر رمضان

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
hachemi22




المساهمات : 17
تاريخ التسجيل : 24/07/2011

فضائل شهر رمضان  Empty
مُساهمةموضوع: فضائل شهر رمضان    فضائل شهر رمضان  Icon_minitimeالسبت 30 يوليو 2011 - 16:14





فضائل شهر رمضان


إن من رحمة الله تعالى بعباده المؤمنين: أن شرع لهم عبادات تتغذى بها أرواحهم، وتسمو بنفوسهم, وتطمئن بها قلوبهم، وتصلح بها دنياهم وآخرتهم, ولم يشق عليهم سبحانه فيها بحيث يؤجرون عن القيام بها بل يسرها عليهم أيما تيسير, فجعل منها ما لا يجب إلا مرة واحدة في العمر كالحج والعمرة، ومنها ما لا يجب إلا مرة واحدة في العام كالزكاة والصيام، ومنها ما لا يجب إلا مرة واحدة في الأسبوع كالجمعة, وأما تكراره للصلوات الخمس في اليوم والليلة فلخفتها ويسرها على المكلف، ولحاجته هو إلى تكرارها؛ فإن فيها راحة للقلب والبدن لا يشعر بها إلا المصلون الخاشعون، وفيها وإعانة على الطاعات، وتكفير للسيئات، وحبس للنفس عن المعاصي والمنكرات, قال تعالى: {اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الفَحْشَاءِ وَالمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللهِ أَكْبَرُ وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ} [العنكبوت:45]. وقال: {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الخَاشِعِينَ} [البقرة:45]. وفي الحديث: «كان صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر صلى»(1)، وكان يقول لبلال رضي الله عنه: «أقم الصلاة أرحنا بها»(2).
ومن هذه العبادات التي شرعها الله لعباده ويسرها عليهم صيام شهر رمضان، حيث جعله سبحانه يسيراً في صومه، ويسيراً في زمنه، ويسيراً في قضائه فقال: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ القُرْآَنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الهُدَى وَالفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللهُ بِكُمُ اليُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ العُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا العِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [البقرة:185]، وقال: {أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ}[البقرة:184].
فضائل شهر رمضان:
لم يأت على المسلمين شهر أكثر نفعاً، ولا أعظم أجراً، ولا أوسع رزقاً منه، وقد أودع الله فيه من الفضائل والمحاسن ما لا يوجد في غيره من الشهور، ومن ذلك:
1) أن الله تعالى أنزل فيه القرآن الذي جعله هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان, والذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد، وفي مسند أحمد وغيره بإسناد حسن عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أنزلت صحف إبراهيم أول ليلة من شهر رمضان، وأنزلت التوراة لست مضت من رمضان، وأنزل الإنجيل لثلاث عشرة مضت من رمضان، وأنزل الزبور لثمان عشرة خلت من رمضان، وأنزل القرآن لأربع وعشرين خلت من رمضان»(3).
2 أنه تفتح فيه أبواب الجنة وتغلق أبواب جهنم، وتسلسل مردة الشياطين(4).
3 أن من صامه إيماناً بالله واحتساباً للأجر والثواب عنده غفر له ما تقدم من ذنبه(5).
4 أن من قام ليله بالصلاة، وأحياه بالعبادة إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه(6).
5 أن من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه(7).
6 أن فيه ليلة القدر قيامها والعبادة فيها خير من عبادة ألف شهر ليس فيها ليلة القدر, أي: خير من ثلاث وثمانين سنة وبضعة أشهر, قال تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ القَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ القَدْرِ * لَيْلَةُ القَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ المَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ} [القدر:1-4].
7أن لله في كل ليلة من الشهر عتقاء من النار(Cool.
8 أن عمرة فيه تعدل حجة مع الرسول صلى الله عليه وسلم(9).
9 أن أجر صيامه لا يقدر قدره ولا يعلم حقيقته وتضعيفه إلا الله تعالى(10).
10 أن صومه جنة من النار ومن اللغو والرفث والآثام(11).
11أن خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك(12).
12أن لله باباً خاصاً يقال له الريان لا يدخل منه إلا الصائمون, فإذا دخل آخرهم أغلق فلم يدخل منه أحد(13).
13أن الصيام يشفع للعبد يوم القيامة يقول: «أي رب منعته الطعام والشهوات بالنهار فشفعني فيه»(14).
14أن للصائم في يومه وعند فطره دعوة مستجابة عند ربه(15).
15أن أجر الفرائض والنوافل يضعف فيه على سائر الشهور لما فضله الله عليها واختصه من بينها، ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يجتهد فيه ما لا يجتهد في غيره من الشهور, ولولا أن التضعيف فيه حاصل، والفضل فيه زائد، لم يكن لاجتهاده صلى الله عليه وسلم أي معنى, لكن هذا التضعيف غير مقيد بعدد معين، بل هو مطلق، وأما ما روي عنه صلى الله عليه وسلم: "أن من أدى فيه فريضة كان كمن أدى سبعين فريضة فيما سواه، ومن أدى فيه نافلة كان كمن أدى فريضة فيما سواه" فلم يصح عنه صلى الله عليه وسلم.(16)
من حكم الصيام:
وقد شرع الله الصيام لحكم عظيمة وأسرار بليغة علمها من علمها، وجهلها من جهلها، تدل على أنه سبحانه الحكيم العليم الحكيم, الذي يضع الأمور في مواضعها فلا يطغى شيء منها على شيء، العليم بأحوال خلقه، كبيرها وصغيرها، وعلانيتها وسرها، وما يصلحهم منها وما يفسدهم: {أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الخَبِيرُ} [الملك:14] ومن هذه الحكم التي شرع الصيام لأجلها تقوى الله تعالى، قال سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}[البقرة:183] أي: تتقون المعاصي بسبب هذه العبادة, ويؤكد هذا المعنى ما جاء في الحديث الصحيح: «إن الصيام جنة» وفي رواية: «جنة من النار»(17) أي: وقاية من اللغو والرفث والآثام التي هي سبب لدخول النار، وإذا اجتنب المسلم ما نهاه الله عنه وامتثل ما أمره به فقد أتقاه.
ويشهد لكون الصيام جنة من المعاصي وسبباً للتقوى أمران ملموسان في الواقع لا يمكن تجاهلها:
الأول: الإقبال الكبير من المطيعين لله، في هذا الشهر على فعل الخيرات وكثرة الطاعات، رجالاً ونساء، وكباراً وصغاراً، فترى كثيراً منهم في ليلهم ركعاً سجداً يبتهلون إلى الله، ويتضرعون إليه، ويذرفون الدموع بين يديه، وتسمع لهم دوياً بالقرآن كدوي النحل، يرتلونه ترتيلاً، ويحبرون به أصواتهم تحبيراً، فهم كما وصفهم النبي صلى الله عليه وسلم: «يقومون به آناء الليل وآناء النهار» وتراهم في نهارهم صواماً على الحقيقة, وقد أمسكوا فيه عن المفطرات الحسية والمعنوية، فهؤلاء وربك هم الصوام الذين تضيء وجوههم نوراً، وتفوح أفواههم مسكاً، وتنبض قلوبهم إخلاصاً وصدقاً:
بيض وجوه الصائمين لربهم والمفطرون لهم وجوه سود
الثاني: إقبال كثير من العصاة في هذا الشهر على الطاعة، فتراهم يصومون مع الناس ويقومون معهم ويتصدقون بشيء من فضول أموالهم، ويحافظون على كثير من الصلوات حيث ينادى بهن، فإذا انقضى الشهر عادوا إلى ما كانوا عليه من المعاصي، فهذا وإن كان لا ينفعهم بشيء عند ربهم لكونهم يعبدونه في زمن دون زمن، والله تعالى يقول: {وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ اليَقِينُ} [الحجر:99] إلا أنه مع ذلك يؤكد هو وما قبله حكمة الصيام التي شرعها الله من أجله ألا وهي التقوى.
ومن حكم الصيام:
انه يضعف الشهوة ويكسره حدتها، ولهذا أرشد النبي صلى الله عليه وسلم الشباب الذين ليس لهم قدرة على الزواج بأن عليهم الإكثار منه فقال: «يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء»(26) أي أن الصوم يضف شهوته كما يضعفها الوجاء-وهو الاختصاء- لكن شرط هذا: أن لا يستكثر الصائم من الطعام الحلال وقت الإفطار بحيث يملأ بطنه من ألوانه الفاخرة وأصنافه المتعددة، ولا يترك فراغاً لا لماء ولا لنفس؛ فإن هذا من شأنه أن يثير الشهوة ويضاعفها ويقويها أكثر مما كانت عليه، فإن روح الصيام وسره وفي تضعيف القوى التي هي وسائل الشيطان في العود على الشرور، ولن يحصل ذلك إلا بالتقليل من الطعام، وهو أن يأكل الصائم أكلته التي يأكلها كل ليلة لو لم يصم.
ومن حكم الصيام:
انه يهذب النفوس، ويسمو بها إلى محاسن الأخلاق ودرجات الصديقين، ويرتفع بها عن سفاسف الأمور وأخلاق السوقة والساقطين، ألا ترون إلى الصائم الرباني كيف يتعرض له السفيه بالسب والشتم فيعرض عنه فلا يقابل سيئة بسيئة مثلها، بل يدفعها بالتي هي أحسن قائلاً له: "اللهم إني صائم" ولا غرو فإن هذا هو تأديب الله لعباده المؤمنين وأوليائه المخلصين إن هم خاطبهم الجاهلون أو أساء إليهم المسيئون قال تعالى: {وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا} [الفرقان:63].
ومن حكم الصيام:
انه يربي النفوس على الصبر ويحملها عليه حملاً ويلجمها به إلجاماً حتى لا تجمع وقت السراء أو تحسر وقت الضراء.
وقد اجتمع في الصوم أنواع الصبر الثلاثة: الصبر على طاعة الله، والصبر عن معصية الله, والصبر على أقدار الله, وانظر مثلاً في ذلك نبينا صلى الله عليه وسلم؛ فإنه كان يصوم حتى يقال لا يفطر، ثم تأمل سيرته وما جرى له من الأذى الجسدي والمعنوي ومقابلته لكل ذلك بالصبر والصفح، وما انتقم لنفسه قط إلا أن تنتهك حرمة الله فينتقم لله تعالى بها، وخذ مثلاً آخر لنبي الله داود عليه الصلاة والسلام؛ فإنه كان يصوم يوماً ويفطر يوماً، وقد آتاه الله الملك فجعله خليفة في الأرض، وتحت يده خزائن مملكته يتصرف فيها كيف يشاء، ومع ذلك صبر عنها.
ومن حكم الصيام:
اشعار الغني بالجوع حتى يتذكر نعمة الله عليه بالغنى فيحمده ويشكره عليها قولاً وعملاً, فيتقي ربه في هذا المال الذي أغناه به عن الناس، وحفظ به ماء وجهه عنهم بأن يعمل, على أن يجعل يده العليا على أيديهم, وذلك من خلال تسخير هذا المال على هلكته في الحق، وإيصاله إلى رحمه, وعلمه بأن لله فيه حقاً فيؤديه ويتذكر كذلك حال إخوانه الفقراء الذين حرموا نعمة الغنى فألجأتهم الحاجة إلى أن يتكففوا الناس، أو يسرقوا منهم أو يبيعوا أعراضهم، فيواسيهم ويتصدق عليهم مما آتاه الله، ويخرج إليهم حقهم منه، من غير استعلاء عليهم ولا منّ ولا أذى، وفي ذلك إعانة لهم على الاستعفاف كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن رجل أنه قال:« لأتصدقن بصدقة, فخرج بصدقته فوضعها في يد سارق، وفي المرة الثانية وضعها في يد زانية، وفي الثالثة وضعها في يد غني، والناس يتحدثون بذلك، فقال: اللهم لك الحمد على سارق وعلى زانية وعلى غني فأتي فقيل له: أما صدقتك على سارق فلعله أن يستعف عن سرقته، وأما الزانية فلعلها تستعف عن زناها، وأما الغني فلعله أن يعتبر فينفق مما آتاه الله»(18).
ومن حكم الصيام:
تخلي القلب للفكر والذكر لأن تناول الشهوات يستوجب الغفلة، وربما يقسي القلب ويعمي عن الحق، وتضييق مجاري الشيطان من البدن بسبب تضييق مجاري الدم بالجوع والعطش، وصحة البدن التي تحصل بتقليل الطعام وإراحة جهاز الهضم لمدة معينة، وغير ذلك.(19)
________________________
الهوامش:
1 )رواه أحمد وأبو داوود بإسناد حسن.
2)رواه أحمد وأبو داود بإسناد صحيح.
3 )رواه أحمد بسند حسن.
4 )متفق عليه.
5 )متفق عليه.
6 )متفق عليه.
7)متفق عليه.
8 )رواه الترمذي وابن ماجة بسند حسن.
9)متفق عليه.
10) رواه مسلم ولفظه: «كل عمل ابن آدم يضاعف الحسنة عشرة أمثالها إلى سبعمائة ضعف قال الله عز وجل إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به».
11)رواه الشيخان والنسائي.
12) متفق عليه.
13 )متفق عليه.
14)رواه أحمد بسند صحيح.
15 )رواه البيهقي في شعب الإيمان بسند حسن.
16)رواه ابن خزيمة البيهقي في شعب الإيمان، وفي سنده........ ضعيف عند الجمهور، وقال أبو حاتم هذا حديث ضعيف منكر.
17)متفق عليه.
18 )رواه النسائي بسند صحيح.
19) متفق عليه
20)رواه البخاري.
21) رواه البخاري.
22) انظر مجالس شهر رمضان للشيخ ابن عثيمين صـ 42: 43 طبعة ثالثة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
فضائل شهر رمضان
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  خصائص شهر رمضان
» برنامج اندلسيات رمضان 2011

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى مكتبة البلدية نعيمي عبد القادر :: رمضان الكريم 1432-
انتقل الى: